أفلام اميركية

قصة فيلم split

انقسام (فيلم)

المحتويات

فيلم “انقسام” (Split) هو فيلم صدر في عام 2016 من تأليف وإخراج م. نايت شيامالان. يروي الفيلم قصة رجل يدعى كيفن ويندل كرومب، والذي يمتلك 23 شخصية مختلفة داخل عقله، ويختطف ثلاث فتيات مراهقات في مكان معزول. تتصارع الشخصيات داخل ذهن كيفن حول مصير هؤلاء الفتيات، مما يخلق صراعًا داخليًا معقدًا ومثيرًا للتوتر.

تاريخ الصدور

تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان Fantastic Fest في سبتمبر 2016، وتم إصداره في الولايات المتحدة بواسطة Universal Pictures في يناير 2017.

مدة العرض

مدة عرض الفيلم هي 116 دقيقة، مما يوفر تجربة سينمائية مكثفة تُبقي المشاهد على حافة مقعده طوال الفيلم.

اللغة الأصلية

اللغة الأصلية للفيلم هي الإنجليزية، ولكنه تم دبلجته وترجمته إلى عدة لغات أخرى ليناسب جمهورًا عالميًا.

الطاقم

المخرج والكاتب للفيلم هو م. نايت شيامالان، والذي يُعرف بأعماله الجذابة والمثيرة. يأتي جيمس مكافوي ليؤدي الدور الرئيسي كيفن ويندل كرومب، ويعتبر أداؤه واحدًا من أبرز أسباب نجاح الفيلم، حيث تمكن من تقديم مجموعة متنوعة ومعقدة من الشخصيات بأداء مبهر.

الشركات المنتجة

تم إنتاج الفيلم بواسطة عدة شركات إنتاج منها Blinding Edge Pictures و Blumhouse Productions. تولى التوزيع شركة Universal Pictures.

الميزانية والإيرادات

بلغت ميزانية الفيلم حوالي 9 ملايين دولار أمريكي، في حين حقق الفيلم إيرادات ضخمة وصلت إلى 278.454 مليون دولار أمريكي. هذا النجاح التجاري الكبير يعكس جاذبية الفكرة والأداء الاستثنائي للممثلين.

التصوير والموسيقى

تم تنفيذ عملية التصوير في مدينة فيلادلفيا، وقد أضفى مزيج من الإضاءة والتكوينات المعمارية جوًا من الغموض والتوتر. قام بالموسيقى التصويرية للفيلم المؤلف ويست ديلتون، الذي نجح في خلق نغمات موسيقية تساهم في تعزيز الإحساس بالتشويق والدراما.

فيلم “انقسام” ليس مجرد قصة عن شخص يعاني من اضطراب الهوية الانفصامية، بل هو أيضاً دراسة عميقة للطاقة الإنسانية والرغبات الخفية التي يمكن أن تقود الشخصيات نحو مصائر غير متوقعة.

مقدمة

تعريف بفيلم Split

فيلم “انقسام” (بالإنجليزية: Split) هو فيلم إثارة نفسية أمريكي تم إنتاجه في عام 2016، من تأليف وإخراج إم. نايت شيامالان. تتمحور قصة الفيلم حول رجل يعاني من اضطراب الشخصية المتعددة، حيث يمتلك 23 شخصية مختلفة يتنقل بينها. يقوم هذا الرجل باختطاف ثلاث فتيات شابات، والذي يؤدي إلى صراع داخلي بين الشخصيات المتعددة حول مصير الفتيات.

أبطال الفيلم هم جيمس مكافوي الذي يلعب دور الرجل متعدد الشخصيات، وآنا تايلور-چوي، وبيتي بوكلي. يتمتع الفيلم بتصوير مميز وموسيقى تعزز من جو الرعب والتشويق. حصل على إشادات نقدية واسعة وأدى بنجاحه إلى إنتاج جزء مُكمل بعنوان “Glass” تم عرضه في 2019.

تاريخ صدور الفيلم

صدر فيلم “انقسام” لأول مرة في 26 سبتمبر 2016 خلال مهرجان Fantastic Fest. لاحقاً، تم عرضه في دور العرض السينمائية الأمريكية في 20 يناير 2017 من خلال شركة Universal Pictures. مدة عرض الفيلم تصل إلى 116 دقيقة، وهو ناطق باللغة الإنجليزية.

تم تصوير الفيلم في مواقع مختلفة في الولايات المتحدة، وقد بدأت عملية الإنتاج في نوفمبر 2015. وصلت ميزانية الإنتاج إلى 9 ملايين دولار أمريكي، ولكن الفيلم نجح في تحقيق إيرادات ضخمة تجاوزت 278 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم، مما يجعله واحداً من أكثر الأفلام نجاحاً في تلك السنة.

فريق العمل

المخرج: M. Night Shyamalan

إم. نايت شيامالان هو مخرج وكاتب سيناريو أمريكي شهير معلوم بإبداعه في صنف الإثارة النفسية. تعزز شهرته من خلال أعماله السينمائية البارزة مثل “The Sixth Sense” و “Unbreakable”. في فيلم “انقسام”، قام شيامالان بدمج عناصر الرعب النفسي مع تشويق الإثارة، مما أدى إلى إنتاج فيلم مشوق ومثير. تميز شيامالان بقدرته على بناء توتر نفسي معقد وكتابة سيناريوهات تجمع بين الغموض والتشويق، وذلك ما انعكس بشكل كبير على نجاح الفيلم. كان “انقسام” خطوة نوعية أخرى في مسيرته الاحترافية، كونه لم يكتفِ فقط بإخراج الفيلم بل أيضاً كتب السيناريو، مما أضاف طبقة من التعقيد والإبداع الشخصي إلى الحبكة.

بطلة الفيلم: جيمس ماكافوي

جيمس ماكافوي هو نجم متعدد المواهب، وقد أثبت نفسه كأحد أفضل الممثلين في جيله من خلال أدائه المبهر في “انقسام”. في هذا الفيلم، يتناول ماكافوي دور الرجل الذي يعاني من اضطراب الشخصية المتعددة، ويجب عليه تجسيد 23 شخصية مختلفة تنبض بالحياة. تألق في تقديم كل شخصية بطابعها الفردي، من الشخصيات الهادئة والبريئة، إلى الشخصيات العنيفة والمضطربة. أثار أداؤه إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، معروف عنه قدرته الفذة على الانتقال بين الشخصيات بسلاسة وصدق كبيرين، مما يجعله القلب النابض للفيلم.

البطلة الأخرى في الفيلم هي آنا تايلور-چوي التي تجسد دور إحدى الفتيات المخطوفات. تميزت أدائها بالواقعية والعاطفية، مما أكسب الفيلم بعدًا إضافيًا من التشويق والخوف. بيتي بوكلي أيضاً قدمت دوراً متميزاً كمعالجة نفسية تحاول فك شيفرة الشخصيات المتعددة لدى البطل.

فيلم “انقسام” جمع بين خبرة شيامالان الإخراجية وأداء ماكافوي الفذ، مما أسهم في نجاحه الكبير. إن الصورة المكتملة التي تم تقديمها من خلال أداء الطاقم التمثيلي والإخراج المتميز جعلت من الفيلم تجربة فريدة في عالم السينما.

القصة الرئيسية

اختطاف الفتيات الثلاث

تبدأ أحداث فيلم “انقسام” عندما يقوم “كيفن ويندل كروم” باختطاف ثلاث فتيات شابات، يأخذهن إلى مكان معزول تحت الأرض. الفتيات الثلاث هن “كلير”، “مارشا”، و”كيسي”. يتم احتجازهن في غرفة مغلقة، ويُتركن لتجربة رعب نفسي ناتج عن تباين الشخصيات العديدة لـ”كيفن”.

في البداية، تتعامل الفتيات مع شخصية “دينيس”، وهو فرد من الشخصيات المختلفة لـ”كيفن” يمتاز بالتحكم والانضباط. بمرور الوقت، يظهِر “كيفن” شخصيات أخرى مثل “باتريشيا”، وهي شخصية تتميز بالهدوء والتحكم، و”هيدويج”، شخصية طفل يبلغ من العمر تسع سنوات. يحاولن الفتيات الهرب من الاحتجاز بأي وسيلة ممكنة، ولكنهن يواجهن تحديات كبيرة بسبب التحولات المفاجئة في شخصيات “كيفن”.

تكتشف الفتيات تدريجياً أن “كيفن” يخفي خطة نهائية تتعلق بشخصية تُسمى “الوحش”، التي يُعتقد أنها تتجاوز جميع شخصياته الأخرى بشراستها وقوتها. يُضفي عنصر انتظار ظهور “الوحش” جوًا من التوتر والرعب على الأحداث، حيث تنتقل الفتيات من محاولة الهروب إلى محاولة النجاة.

التعريف بشخصية كيفن ويندل كروم

“كيفن ويندل كروم” هو شخصية الفيلم الرئيسية، ويعاني من اضطراب الهوية الانفصامية، المعروف سابقاً باضطراب الشخصية المتعددة. تُعتبر حالته النفسية محور الفيلم الرئيسي، حيث يُظهر كيف يستطيع الانتقال بين 23 شخصية مختلفة تسكن داخله. كل شخصية تتمتع بخصائص وسلوكيات فريدة.

من بين الشخصيات الأساسية التي تظهر في الفيلم، نجد “دينيس”، وهو شخصية صارمة ومتحكمة، و”باتريشيا”، التي تتسم بالهدوء والذكاء، و”هيدويج”، الطفل البالغ من العمر تسع سنوات الذي يصعب التنبؤ بتصرفاته. تتصارع هذه الشخصيات فيما بينها وتؤثر على طريقة تعامل “كيفن” مع الفتيات الثلاث المختطفات.

الشخصية الأبرز والأكثر رعبًا هي “الوحش”، وهو شخصية تتمتع بقوة جسدية رهيبة وقدرات تفوق البشر العاديين. تُصور هذه الشخصية كتمثيل لعمق وصعوبة الاضطراب النفسي الذي يعاني منه “كيفن”. يقدم جيمس مكافوي أداءً مميزًا ومعقدًا يجذب انتباه الجمهور ويصل بالفيلم إلى مستوى عالٍ من الإثارة والتشويق.

في إحدى محاولات الفتيات الهرب، تُظهر شخصية “هيدويج” بُعدها الطفولي وتحاول مساعدتهن، ولكن سرعان ما تستلم السيطرة شخصية أخرى تُحوِّل المشهد إلى موقف مليء بالتوتر. تنتهي أحداث الفيلم بمواجهة مُحتملة مع “الوحش”، ما يترك انطباعًا قويًا ويثير الكثير من النقاش حول الحالة النفسية لـ”كيفن” وتعقيدات شخصياته المتعددة.

اضطراب الهوية التفارقي (DID)

شرح للمصطلح الطبي

اضطراب الهوية التفارقي (DID) هو حالة نفسية معقدة تتميز بوجود اثنين أو أكثر من الهويات أو الحالات المميزة لدى الفرد، حيث تتمتع كل منها بخصائصها الفريدة وسلوكياتها وذكرياتها. يُعتبر هذا الاضطراب نتيجة لصدمات نفسية شديدة، غالبًا ما تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل الاعتداء الجسدي أو العاطفي. يُعتقد أن هذا تطور دفاعي، حيث يقوم الشخص بتقسيم هويته كوسيلة للتعامل مع الألم.

ففي حالة “كيفن ويندل كروم”، يظهر الاضطراب بشكل ملموس من خلال انتقاله بين 23 شخصية مختلفة، حيث يقوم كل منها بتجسيد جانب مختلف من شخصيته. على الرغم من أن التعريف الطبي لـ”DID” قد يقتصر على الأعراض السريرية، إلا أن الفيلم يعكس عمق هذه الحالة النفسية وكيف تؤثر على المريض بطرق متعددة ومنفصلة.

تأثيره على حياة كيفن

لحياة “كيفن”، تتعقد الأمور بسبب تفاعل شخصياته المتعددة بشكل يتجاوز الحدود الطبيعية. يمثل كل من “دينيس” و”باتريشيا” و”هيدويج” مزيجًا معقدًا من السمات والتجارب، ما يؤثر وليس فقط على سلوكه اليومي، بل أيضًا على كيفية تفاعله مع الآخرين، خاصةً أثناء حالة الاختطاف.

بدلاً من أن يُظهر “كيفن” شخصية واحدة مستقلة، يتم تشكيل سلوكه ومواقفه بناءً على الشخصية التي تكون في ذلك الوقت، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بتصرفاته. يظهر في الفيلم كيف يمكن لكل شخصية أن تأخذ زمام المبادرة، وتؤثر بشكل مباشر على مجريات الأحداث؛ مما يخلق بيئة من التوتر والدراما النفسية.

تجد الفتيات الثلاث، “كلير” و”مارشا” و”كيسي”، أنفسهن في مواجهة ليس فقط مع “كيفن” ولكن أيضًا مع عوالمه الداخلية المتعددة. تتعمق تجاربهن في سبر أغوار شخصياته، كما يُظهر الفيلم كيف أن الفوضى الداخلية تؤدي إلى عواقب وخيمة على الأشخاص من حوله، سواء من حيث عجز “كيفن” عن السيطرة أو تأثر الفتيات بمواقف مروعة وحادة.

تعتبر هذه الديناميكيات جزءًا مركزيًا في الحبكة، وتضيف طبقات إضافية من التعقيد وتثير تساؤلات حول طبيعة الهوية والاختيار.

شخصيات كيفن الـ23

أمثلة على الشخصيات المختلفة

كل شخصية من الشخصيات الـ23 التي يمتلكها “كيفن ويندل كروم” تتسم بصفات وسلوكيات فريدة. على سبيل المثال، تظهر شخصية “دينيس” كمثال للشخصية الصارمة المتحكمة، حيث تميل هذه الشخصية إلى النظام والدقة والإعداد المسبق. هذا الأمر يجعل من دينيس شخصية تقود الفتيات إلى كثير من المواقف الخطيرة والمعقدة.

أما شخصية “باتريشيا”، فهي تمثل الجانب الذكي والهادئ في طبيعة كيفن المعقدة. تتسم باتريشيا بالحكمة والتدبر، وغالباً ما تتحدث بنبرة هادئة ومدروسة. تُضيف هذه الشخصية لمسة من التعقيد إلى حياة الفتيات الثلاث المختطفات، إذ تشعرهم أحياناً بتناقض واضح وسط الجنون الذي يعايشونه.

ومن الشخصيات المثيرة للدهشة والحيرة نجد “هيدويج”. هذا الطفل البالغ من العمر تسع سنوات يظهر بصورة غير متوقعة ويتفاعل مع الأحداث ببراءة طفل حقيقية. إن عفوية وتلقائية هيدويج تجعل الأمور أكثر تعقيداً وتحمل الفتيات إلى مواقف يشبها الكثير من التوتر وعدم الثقة.

بطبيعة الحال، شخصية “الوحش” تظل الأكثر رعباً وإثارة في النفس، حيث تتمتع بقوة جسدية فائقة وقدرات تتجاوز البشر العاديين. يُعتبر الوحش تمثيلاً مادياً لكل الصراعات الداخلية التي يواجهها كيفن، وهو ما يُضيف عنصر الرعب النفسي إلى القصة بأكملها.

كيفية تحول كيفن بين الشخصيات

تتم عملية التحول بين شخصيات “كيفن ويندل كروم” بشكل معقد ومدروس. يتم التبديل بين الشخصيات من خلال وجود غرفة افتراضية في عقله، حيث تجلس جميع الشخصيات منتظرة دورها “في النور”. يتحكم في هذه العملية شخصية “باري”، الذي يُعتبر الشخصية المهيمنة. يُمنح كل شخصية دورها بناءً على المواقف والظروف التي يواجهها كيفن، سواء كانت تلك الظروف تتطلب شخصية صارمة كـ”دينيس” أو شخصية حكيمة كـ”باتريشيا”.

يظهر هذا الانتقال بشكل واضح من خلال التحولات السريعة والمتكررة بين الشخصيات، مما يجعلنا نشهد تغيرًا في تعابير الوجه ونبرات الصوت وحتى الحركات البدنية. يظهر “كيفن” قدرة فائقة على التكيف مع المواقف المختلفة بسرعة مما يزيد من حدة الإثارة. يعتمد التحول بين الشخصيات أيضاً على تفاعل الشخصيات مع بعضها البعض داخل العقل، مما يؤثر على قرارات “كيفن” وسلوكياته تجاه الفتيات المختطفات.

تُعد لحظات التحول بين الشخصيات من أكثر اللحظات إثارة للرعب والتشويق في الفيلم، إذ تظهر كيفية تحول كيفن من شخصية بريئة وطفولية إلى شخصية خطيرة ومدمرة. يتجلى هذا في مشاهد مواجهة الفتيات للفريق المتنوع من الشخصيات، حيث ينتقل كيفن من شخصية لأخرى بسرعة وفي أوقات غير متوقعة، ما يخلق جواً من التوتر الدائم ويبقي المشاهدين على أطراف مقاعدهم.

عنصر الرعب النفسي

تحليل لعنصر الرعب في الفيلم

يعتبر الرعب النفسي أحد العناصر الأساسية التي تميز فيلم “انقسام”. يتعرض المشاهد خلال الأحداث لمجموعة متنوعة من مشاعر القلق والخوف، وذلك بسبب الصورة المرعبة التي يقدمها “كيفن” وشخصياته المختلفة. الرعب لا يأتي فقط من مظهر الشخصيات ولكن من الصراعات الداخلية التي يعيشها “كيفن”، مما يجعل الجمهور يتساءل عن طبيعة هذه الشخصيات وكيفية تعايشها مع بعضها. يُظهر الفيلم كيف يمكن للإنسان أن يتحول إلى كائن أكثر رعبًا من خلال العقل نفسه، حيث تُعتبر الأبعاد النفسية جزءًا أساسيًا من الرعب.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التبديل السريع بين شخصيات “كيفن” إلى خلق حالة من عدم اليقين. يعرف الجمهور أن كل شخصية تحمل صفات مختلفة قد تكون مهددة في أي لحظة. هذا الاستخدام الذكي للتنوع في الشخصيات يجعل المشاهدين في حالة تأهب، حيث لا يعرفون ما الذي سيحدث بعد ذلك. يُظهر الفيلم قدرة متقنة في استخدام لعبة العقول من خلال تمثيل مشاعر عدم الأمان والترقب، مما يجعل المشاهدين يشعرون بالتوتر المستمر.

كيفية إثارة الفيلم لقلق المشاهدين

توظف رحلة “كيفن” بين الشخصيات بشكل ذكي لجعل المشاهدين يشعرون بالخوف والترقب. تتراوح الأجواء من مشاهد هادئة إلى لحظات مثيرة ومفاجئة، مما يولد شعورًا بالقلق المتزايد. تجسد الكاميرا حركة الشخصيات بطريقة تجعل الجمهور يشعر كأنه موجود داخل عقل “كيفن”، ويُدخله في أجواء صراع نفسي عميق. يعكس الفيلم صراعًا داخليًا قويًا، بحيث يصبح المشاهد مُتعاطفًا مع معاناة “كيفن” وفي نفس الوقت خائفًا من معرفته بشخصية “الوحش”.

يُستخدم أيضًا التصوير السينمائي بشكل فعال لنقل مشاعر التوتر، حيث تلعب الإضاءة والمؤثرات الصوتية دورًا محوريًا في خلق أجواء الغموض. يُظهر البناء السريع للأحداث عدم الاستقرار في عقل “كيفن”، مما يزيد من توتر المشاهدين. تحمل كل مشهد مفاجأة، مما يبقي الجمهور متيقظًا طوال فترة عرض الفيلم. هذا الاستخدام المتقن للرعب النفسي لا يقتصر فقط على إنشاء تجارب مرعبة، بل يُعد دراسة عميقة في النفس البشرية وكيف يمكن أن تنشأ عناصر الرعب الداخلية.

استقبال الفيلم

آراء النقاد

حظي فيلم “انقسام” بتقييمات متباينة من قبل النقاد، حيث انقسمت آراءهم حول جودة الأداء وقصة الفيلم. أشاد العديد من النقاد بأداء الممثل “جيمس مكافوي” الذي جسد شخصية “كيفن”، حيث اعتبروا أن تحوله بين الشخصيات كان مذهلاً واحترافيًا. هذا التنوع في الأداء أضاف عمقًا إلى الشخصية، مما جعل الجمهور يشعر بالقلق والترقب. بالمقابل، انتقد بعض النقاد الفيلم بسبب تصوره السطحي للأمراض النفسية، معتبرين أن تقديم الشخصية بهذه الطريقة قد يؤدي إلى تعزيز الصور النمطية.

استحق الفيلم تقديرًا خاصًا لتوجيهه الفريد، حيث أبدع المخرج “M. Night Shyamalan” في الحصول على لحظات درامية مثيرة، وأكد النقاد على أن أسلوب المخرج في بناء التوتر كان أحد عناصر النجاح الرئيسية للفيلم. وبالرغم من بعض الانتقادات، إلا أن الفيلم نال علامات مرتفعة بفضل الابتكار والجوانب النفسية المليئة بالتوتر.

أداء الفيلم في شباك التذاكر

حقق فيلم “انقسام” نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، حيث جنى إيرادات بلغت حوالي 278.4 مليون دولار أمريكي مقابل ميزانية تقديرية بلغت 9 ملايين دولار. يُعتبر هذا النجاح مؤشرًا قويًا على تفاعل الجمهور مع الفيلم واستمتاعهم به، وهو ما ساهم في تعزيز مكانة “شامالان” في عالم السينما بعد فترة من التحديات.

تجلى أداء الفيلم الجيد في مختلف الأسواق حول العالم، مما ساعده على تحقيق مبيعات عالية وتوافد جمهور كبير على دور العرض. تميز الفيلم بكثافة الحضور في الأيام الافتتاحية، حيث استقطب الكثير من مشاهدي أفلام الرعب والإثارة.

كما أن الترويج القوي للفيلم قبل صدوره، بما في ذلك العروض الترويجية المثيرة والاستراتيجيات الإعلانية المبتكرة، كان لها دور كبير في جذب الأنظار وزيادة الشهية للعرض. هذا الأداء الملحوظ في شباك التذاكر يعكس رغبة الجمهور في مشاهدة أعمال تتميز بالتشويق والتعقيد، مما يشير إلى إمكانية نجاح مشاريع جديدة مماثلة في المستقبل.

تحليل الفيلم

الموضوعات الرئيسية

يتناول فيلم “انقسام” عددًا من الموضوعات الرئيسية التي تثير الاهتمام وتفكر الجمهور. يتمحور الفيلم حول فكرة الهوية والانقسام الداخلي، حيث يعاني البطل من اضطراب نفسي يجعله يتنقل بين 23 شخصية مختلفة. يركز الفيلم على صراع الذات والقدرة على التحكم بالنفس، وهو ما يضع الشخصيات في موقف معقد يجب عليهم فيه التكيف مع الظروف المتغيرة.

من ناحية أخرى، يتناول الفيلم موضوع الإيمان بالقوة الداخلية وقدرة الفرد على التغلب على المصاعب برغم الظواهر الظاهرة. قدم شامالان مشاهد تعكس الصراع الداخلي للشخصية وكيف يمكن للتجارب القاسية أن تقود إلى اكتشاف جوانب جديدة من النفس. هذا الصراع الداخلي يتم تصويره بطريقة تجعل الجمهور يتفهم حجم المعاناة والجهد المطلوب لتحقيق السلام الداخلي.

الرموز والمعاني الخفية

استخدم “M. Night Shyamalan” العديد من الرموز والمعاني الخفية في “انقسام” لإضفاء معنى أعمق على القصة. أحد أبرز الرموز التي تظهر في الفيلم هو “الضوء”، حيث يستخدم الضوء للتعبير عن التحول بين الشخصيات المختلفة. كل مرة يضيء المصباح يعني انتقال الشخصية “كيفن” إلى شخصية أخرى، وهذا يبرز الفكرة الرئيسية للانقسام الداخلي وعدم الثبات.

كما أن الفيلم يحتوي على رموز تشير إلى القوة والغموض المتعلق بالشخصيات. على سبيل المثال، يظهر رمز “الوحش” كشخصية خفية تعبر عن القوة الخفية والإمكانيات التي تمكن البطل من تجاوز الصعاب. يمثل “الوحش” الجانب المظلم والمخيف من الشخصية، ولكنه أيضًا يعكس القوة الكامنة المتوقع ظهورها عند الحاجة.

تتجلى المعاني الخفية أيضًا في طريقة تصوير الأماكن والألوان المستخدمة. يظهر القبو المظلم والسري كرمز للعقل الباطن والأسرار المدفونة. الألوان المختلفة التي تميز كل شخصية تسهل على الجمهور التعرف على التحولات وتوضح الاختلافات بين كل شخصية وأخرى.

إجمالاً، يمكن القول إن المخرج استخدم تقنيات رمزية لتعميق التجربة البصرية والفكرية للفيلم، مما أضاف طبقات متعددة من المعاني التي لا تظهر بسهولة عند المشاهدة الأولى. تجمع هذه الرموز والمعاني الخفية بين عناصر الرعب والنفس البشرية، مما يجعل الفيلم مليئًا بالتفاصيل التي تحتاج إلى تحليل للفهم الكامل.

بهذا التحليل، يتضح أن “انقسام” ليس مجرد فيلم رعب عادي، بل هو عمل يعكس تعقيدات النفس البشرية ويطرح تساؤلات حول هوية الفرد وقدرته على التنقل بين مختلف الجوانب من شخصيته.

مقالات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock